قد يتوقع المرء أن تكون رحلة البحث عن تاريخ حارة اليهود قصيرة استنادًا إلى المساحة الصغيرة لتلك الحارة، فما الذي من الممكن له أن يحدث داخل مربع سكني لا يتجاوز مسطحه الأميال الأربعة؟ ولكن الرحلة أثبتت أن كل ما نعرفه عن تاريخ الحارة هو أقل بكثير من حقيقة ذلك الحي المظلم في وسط الجماليّة!يستعرض هذا الكتاب تاريخ الحارة خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكيف تبدّل حال مجتمعها شديد الانعزال في زمن الحملة الفرنسية، انتهاءً بمشهد خروج جنازة الحاخام الأكبر من الحارة، وقد حُمل نعشه في عربة إبراهيم باشا ابن محمد علي، في موكب عظيم يضم أربعين من جنود الحراسة القادمين من القلعة، وسط حيرة و تعجب كل المصريين؛ ماذا فعل اليهود؟ وكيف تبدّل حالهم؟ويظل التساؤل: كيف لهذا الحي الصغير الضيق أن يحمل كل ذلك الأثر في تاريخ مصر والقاهرة؟