ثلاث نساءٍ قديرات وكانت تستطيع أن تسمع حولها الرصاص يلعلع، وصرخات الألم والجزع غير عارفة إذا كانت تصرخ مثلهم أو أنّ ذلك كان نبض الدم في رأسها يغمرها بهذا النحيب المتواصل، وكانت تريد أن تصعد أيضاً، وتذكّرت أنّ صبيّاً قال لها إنّه يجب عليها ألّا تتوقّف إطلاقاً، إطلاقاً، عن الصعود قبل أن تبلغ أعلى السياج لكنّ السّلك الشائك كان يقتلع جلد يديها وقدميها وكان بإمكانها أن تسمع صراخها وتشعر بالدم يسيل على ذراعيها، وكتفيها، قائلةً في نفسها إنّها لن تتوقّف أبداً عن الصّعود، أبداً، مكرّرةً الكلمات دون حتّى أن تفهمها، ثمّ خانتها قواها وأفلتت قبضتها ساقطة إلى الوراء بنعومة، مفكّرةً أنّ جوهر خادي دمبا، وهي أقلّ من نفحة، من هبّة هواء، هو ألّا تلامس الأرض، وأن تطفو إلى الأبد، مدهشةً، مجنَّحةً بحيث لا تُسحَقُ أبداً في الضياء المبهر الصقيعيّ للكشّافات . هي ذي أنا خادي دمبا، فكّرتْ أيضاً لحظةَ اصطدم رأسها بالأرض، وبعينيها المفتوحتين على مداهما، كانت ترى محلّقاً ببطءٍ خلف السلك الشائك طائراً بجناحين طويلين رماديَّين . هي ذي أنا خادي دمبا، فكّرتْ، في سطوع هذا التجلّي، عارفةً أنّها كانت ذلك الطائر وأنّ الطائر كان يعرف ذلك .