في كنتين(أي نادي)الطلبة والطالبات السعوديين في لاهور؛ كان هناك حديث وحوار يتناول فيه المشاركون من الأولاد والبنات وبحماس؛ مديحًا لشخص يُدعى أبو سليمان؛ سمعت أطرافه من مكان غير بعيد في الكنتين؛ وكل واحد منهم يروي تجربة مختلفة مع ذلك الرجل؛ فانتقلت إلى المكان، حيث النقاش؛ وعندما استفسرت عمن يكون الحديث رد أحد الزملاء؛ وكان عائدًا للتو من أفغانستان؛ إننا نتحدث عن رجل نبيل يلقب بــ: (أبو سليمان)محمد ابن حماد الشبيلي سفير المملكة في أفغانستان؛ شدني ما سمعت عنه من إطراء ومديح، فوددتُ أن أذهب لكابل للتعرف على ذلك الرجل الأسطورة في الكرم والأخلاق الحميدة(أبو سليمان)، وكانت إجازة نصف العام على الأبواب؛ فعرضت الموضوع على زميلين قريبين مني:عمرًا ومرحلةً دراسية، ويدعيان حمد وعبدالعزيز فوافقا؛ بل تحمسا مثلي لزيارة كابل؛ ورؤية السفير السعودي عن قُرب؛ ومدينة بشاور المحاذية لأفغانستان، تبعد عن لاهور كثيرًا كبعد جدة عن الرياض؛ فركبنا نحن الثلاثة باصًا أقلنا لبشاور المحاذية لأفغانستان؛ في طريق كله خضار كطبيعة لاهور وقرىً على جانبيه، تنبض بالحياة، ويسكنها الكثير من البشر؛ يرعون الأبقار وغيرها من مواشي؛ وتبدو على وجوههم آثار نعمة الله عليهم، وتقييدهم لها أو إياها بالحمد والشكر؛ فتذكرت قول قوم سبأ لربهم: (ربنا باعد بين أسفارنا)؛ فالطريق ليس فيه أي قاع صفصفا، أو صحاري قاحلة، أو جدباء ومقفرة؛ بل وعلى مد النظر تجد الكثير من الرجال والنساء يزرعون، ويحصدون بسعادة واطمئنان؛ في أرض خصبة على جانبي الطريق(الأسفلت)، فأخذت أتعجب ممن جاء ذكرهم في القرآن الكريم؛ الذين أرادوا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
