إن مفهوم الكتابة مفهوم شائك وإشكال نظري يتقاطع مع العديد من النظريات الفكرية والأدبية، كما أنه يتداخل مع التاريخ والمجتمع والسياسة، ولذلك حاول عدد من المنظرين أمثال رولان بارت وجاك دريدا تأسيس علم يدرس الكتابة وأهم الإشكالات المرتبطة بها. وقد حاول الفكر التفكيكي أن يعلن عن ولادة جديدة للنص بوصفه لعبة حرّة للدوال تنفتح بشكل دائم بسبب تعدد القراءة، وهذا ما خلق ما يصطلح عليه بـ«الثورة النصية» التي أقصت الفهم التقليدي للأثر الأدبي وجعلت اللسانيات نتاجاً لتعالي الدال على القراءة. كما أنها كرّست فكرة التعدد اللانهائي للمعنى (التناص).