"تذكَّرت غرس النصل الأسود، وتفجُّر الجروح: سبعة وثلاثون قتيلاً، وإصابات لم تُحْصَ، وعقدة كراهية تأزَّمت، وشيخ مأزوم، الشيخ بطي بن سهيل، يحاول أن يُعمل العقل ويوازن بين جبهات عدَّة ليمضي بدبي إلى النجاة، يمضُّ كؤوس اليأس حنظلاً، في أفق يتلاشى من كلّ نور، يتلاشى من ترانيم البحَّارة وصفقات أجنحة النوارس، الخور نار كالدَّم في عينيه، نار كالمستعرة في جوفه، الرمل اختلط بكسر العظام وقطع الأحشاء، السفن تلوح بأشرعة سوداء، تنوح تحت وطأة "هياسينث" البارجة الضخمة التي لها حمحمة، لها رنين الأصفاد، لها أزيز الصواعق، لها صرخات الموت."