في ظل وجود عالمٍ مكروبٍ، نسمع كل يوم عن موت زهرة من أبناء جنسنا، وهي لا تزال في مرحلة التبرعم، لم تكبر بعد، لتصل لمرحلة الشباب. فالمرء ينظر حوله ويرى زوجاتٍ وأمهاتٍ يجهلن إلى أين وصل أحباؤهن. وفجأة وجدت أن الموضوع، والذي طالما تعاملت وانغمست به، لم يكن مجرد دراسة لقوى خارجة عن قواعد العلم، بل إن الموضوع هائل بالفعل. فهو يحطم جدرانًا تفصل بين عالمين، هو رسالة مباشرة من الجانب الآخر، لا يمكن إنكارها، هو نداء أمل، وتوجيه للبشرية في الوقت الذي تمر فيه بأكبر ابتلاءاتها. لكن من ناحية أخرى، فإن عدد ما تحقق كان أكثر بكثير مما يمكن أن نعتبره صدفة أو تخمينًا. ومن هذه الحقائق كانت حادثة غرق السفينة الإنجليزية "لوسيتانيا*"، وأعلنت الصحف الصباحية هنا، أنه حتى الآن، لم تقع خسائر في الأرواح، لكن، وعلى الفور، كتبت الوسيطة أثناء جلسة تحضير الأرواح، عبارة "هذا فظيع، فظيع. فما حدث سوف يؤثر بشكل كبير على مسار الحرب".