لقّب نفسه بابن قطّين، ذلك لأنّ صاحبه الوحيد الذي بقي له في دنياه هو قطّ متشرّد أحبّه، عوّضه ببعض الأنس عن فقدان أب شيخ وأم عجوز،
قطّ كان يحتكّ به قبل خروجه للذهاب إلى دكّانه القديم، دكّان لبيع الملابس
المستعملة لا يسمن ولا يغني من جوع، كان القطّ ذاك وكلّ يوم، في كلّ صباح،
ينتظره ويتبعه حتّى تبنّاه فجعله رفيقه الذي ينسيه الحاجة والفقر، سمّاه
“بيراط”، بالعربية “قرصان”، ذلك لأنه فاقد لعينه اليمنى، إلى أن كان اليوم الذي
مات فيه القط المسكين مختنقاً بعد أن نام عليه صاحبنا خطأً!