يا ســــــلام...لم تخب نظرة المؤسسة قط ، لمحه أثناء إلقائه محاضرة في الجامعة الأمريكية ، تعرف إليه ، طلب منه الاتصال لتحديد موعد ، أثناء اللقاء أهداه منحة علمية وصلت إلي المؤسسة من هيئة لنكولن الدولية ، مخصصة لدراسة الحواسب الآلية بجامعة فيلادلفيــا ، هكذا أضاف سيادته هذه الكفــاءة النادرة إلي المؤسسة ، مع أنه لم يره إلا حوالي ربع ساعة ، عبر لقائهما الوحيد ، لم يعد المؤسس موجوداً في العالم بعد انتهاء البعثة و عودته ليبدأ العمل علي الفور ، من هنا لا يعتبره الجواهري دخيلاً مثل البروفيسور ، إنه ينتمـي إلي سيادته حتى وإن لم يعايشه طويلاً ، لم يأخذ عنه مباشرة ، لم يصاحبه ، لكنه غرسه و ثمره.يدرك الجواهري ويعي أن المؤسسة سوف يتولي أمرها خلال سنوات قليلة مقبلة من لم يعرف بانيها وسيدها الأول ، من لم يلتق به قط ، هذا منطق الزمن زو قانونه ، لن يكون الجواهري أو عطية بك أو صديق النوبي في هذه الحياة الدنيا:لذلك من المهم الإبقاء علي روح تلك المنشأة الجبارة علي تقاليدها ، على القيم التي زرعتها سيادته في هذه التربة الخصبة.