صغيراً كنت.. لذا فإن العالم الذي خرجت لملاقاته عنوة من رحم الموت، هو من ظل يدفعني نحو تقبل تناقضاته وكل شئ فيه، وبالقدر الذي هو أكثر مما أحتمل، ففي هذا المقام، كنت أستحضر دائماً حديث أمي عن شأن بقائي حياً،†بعد أن كان أحدهم قد أكد لها حال سطوة المرض الذي ألم بي في طفولتي الباكرة، أن لا أمل لي في أن أكون حياً على الإطلاق، فبقدر ما كان العالم الذي جاورته من بشر وكائنات مثيراً لتساؤلي الملحّ حول ماهية التكوين وسر الحياة، والذي لا أجد عنده أية إجابة تذكر، بقدر ما كان للعالم أيضاً من جماليات ذات نسق وائتلاف مبهر كنت قد عايشتها طوال عمر منقضي، مر كمثل نجم أمدني بنوره الوضاء.