لا ينبغي أن تذهب المعاناة التي مرت في حياة عالم كبير إلى غياهب النسيان، ولدى العرب مثل يقول: من ترك أعمالاً خلفه لا يموت، وما دام هناك طلاب يدرسون حياة الشرق وآدابه، فإن ذكري "لين" لن تموت. ولكن شخصية المستشرق العظيم مستبعدة بشكل صارم من كتاباته التي لا تكشف شيئا تقريبا عنه، وعليه فإذا كان أحد أهداف هذه السيرة هو أن يتخذ الآخرون أحد أساتذتهم مثالا يحتذي به، وأن تحفز هممهم وتشجع من يحملون قلوبا ضعيفة للمضي قدما عبر معرفتهم بمدي صلابته وتفانيه، فإن المذكرات الموجزة وغير الوافية التي تتحدث ربما عن أصدق الطلاب وأكثرهم جدية في هذا القرن لن تذهب أدراج الرياح، وحيث أن حياة "لين" تعد سجلا لخمسين عما من العمل المتواصل الذي توج بجهود بحثية متميزة اعترفت حتي ألمانيا بتفوقها بلا منازع، فهي تستحق أن تدون.