إنَّ أيَّ شارةٍ عابثةٍ يبعث بها الإنسان، أيَّ نبضٍ ضعيف وشفَّاف لعقله، سيَلْتقطه ذئبُ الأفكار مُباشَرةً، ولن يَفلت منه، فلا شجرةَ هناك يُمكِن تَسلُّقُها، ولا مكانَ للتخفِّي، لا بيت، ولا معبد، ولا عبر الشارع، ولا في غابةٍ كثيفة، ولا في قاع البحر، سيَطُولك أينما كنت، وما إن يَستحوِذ، ولو على جزءٍ من الروح البشرية، حتى يَلْتهمها ويُطالِب بالمزيد، حتى يأتي على ذاتِ الإنسان بأجمعها، فلا يُبقِي منها إلا قِناعَها الخارجيَّ، ولَكَمْ هي كثيرةٌ هذه الأقنعة، التي تَـجُـوب الأرض من دونِ أن يعرف أحدٌ باستباحتها!