تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يرصد التنافس بين الدول الأوروبية العظمى خلال القرن التاسع عشر، وما كانت تنطوي عليه من رهانات سياساتُ هذه الدول في هذه الربوع من آسيا وذلك في سياق سعيها إلى بسط نفوذها عليها. فقد فتحت طرق الاتصال بين أوروبا والهند عبر السويس خلال إقامة المؤلف في آسيا، وفي ذلك الوقت تحديداً حدثت قطيعة بين فارس وإنكلترا، وجاءت الحملة على أفغانستان التي سرعان ما أعقبتها كارثة فظيعة، وفي المدة نفسها أطلق العنان للتجارة الآتية من الصين، وآلت الأمور إلى القطيعة بين السلطان وباشا مصر. ويقدم الكتاب فائدة جمة للقارئ لكونه مصنفاً جامعاً وسجلاً واقياً يزخر بالحقائق والمعطيات، ويتسم بالموسوعية وتعدد المجالات وتنوع الموضوعات. وذلك لأن المؤلف كان عالماً بالطبيعيات؛ فقد دأب على الملاحظة الدقيقة وحرص على تفسير شتى الظواهر تفسيراً يمتثل لضوابط المنهج العلمي. ومما يسترعي الانتباه أيضاً إعمال المؤلف للحس النقدي، حيث وجه نقده للإنكليز ولبني وطنه.
