لن تغتالنا الحقيقة، فللرّواية وجه آخر غير الحقيقة، بطلها اسم دوّنته روايات قديمة، استعرته قصد بناء شخصيّة أسطوريّة عايش أحداثا يظنّها البعض ضرب من العبثيّة، وأراها ملحمة وصراع من أجل هدف...هي فكرة ألبست سيزيف ثوبا آخر تحيكه فصول أحداث ذات رحلة بدايتها معلومة وختامها... وهم!؟ قد يكون! ... أم خيال ...مريض يتسوّل شفاء!؟ لا أجزم… أم تمرّد مجنون صنع لنفسه مملكة عند ذاك الجبل!؟ أعتقد ذلك... أم رديف شيطان ماكر ينازع قرينه المُلكَ!؟... قد أكون بدوري واهم... علّه يكون كيان متأرجح بين عقل وجسد، وروح وجوهر ممتدّ منزلته بين سحاب وأديم أرض، ومقصده غير معلوم، إلاّ أنّه يرسم في كلّ زقاق بوصلة... تبدو أحيانا معطّلة، وأحايين ترشده وتسحبه حيث العتمة، أو تخلق له من خيوط الظّلمة مصابيح تشعّ بنور نصفه غنيمة، ونصفه مفسدة، فإن هو سار في ثنايا الغنيمة أغرّته طموحه وشطح وطغى في حلمه، حتّى نازع الشّيطان عرشه وأقعده في الخلف مثل سجين نكرة، وإن هو سار في ثنايا المفسدة، أغلق دونه باب التّوبة، وأحكم ربط وثاقه عند الخطيئة تسحبه إلى غياهب جبّ أصمّ دون صدى.
