يمكن اعتبار الحكي المكثف سرداً مغامراً ومخاطراً بدلالته، لأنه مليء بالفجوات والبياض اللذين قد يسيئان له. لكن بالمقابل لهذا الرهان الجمالي، فهذه مخاطرة ومغامرة تنشط جهاز التأويل، وتطالب بحيازة المعنى ودلالة الشكل على خلفية تكامل البياض بالحبر. كثافة تجعل القصّ يتجه نحو العمق بدل الامتداد الأفقي، ويراهن على قول الكل بالجزء وفق قانون الندرة، مانحاً الصمت والبياض فسحة لقول المكبوت والمسكوت عنه.