وأطّرتها بالأسود حزنًا عليه. سأكتبُ قال لي، عن بيوت الطين/ عن القتلى من الصّغار النّخل/ عن عُمي الجداول سأكتبُ وعن البساتين بلا عَمَار، عن هؤلاء سأكتبُ يا يحيى – قال لي - في أحضان نسائهم خائفين، وخلف أبوابهم خائفين، ينامون خوفًا ويصبحون، عنهم سأكتب وهم يفرّون من خوف إلى خوف ومن مطاردة إلى أقسى منها، وكي أقلع بأهل قصّتي في أمان، سأضعهم على ظهر مركبٍ شراعيٍّ أو باخرة، لنقُل سفينة نجاةٍ وأجعلك قبطانًا لتبحرَ بهم، لا برَّ لكم ولا موانئ، وأسميها باسمكم: طريدون، ما رأيك؟