عزيزي المدقق اللغوي بقلم محمود عبد الرازق جمعة ... """في العالَم المملوء أخطاءَ مُطالَبٌ وحدَك أن لا تُخطئَا"". كأنَّ الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي في قصيدته المُلهِمة ""مرثية لاعب السيرك""، كان يخاطب المدقق اللغوي، لا ""لاعب السيرك""! التدقيق اللغوي إحدى أكثر المِهَن غرابةً، فما من مؤهِّل تعليميٍّ يكفل للمرء ممارستها، ولا دروس أو ورش تعليمية يمكنها أن تُعِدَّك لتكون قادرًا عليها. هي مهنة تحتاج فقط إلى أن يكون ممارسها موهوبًا في اكتشاف الأخطاء، أن تكون عينه تلك العين التي تقع مباشرةً على الهمزة الناقصة أو المكتوبة في غير موضعها، أو على الحرفين الموضوع كلاهما في موضع الآخَر، أو على علامة التنصيص التي بدأَتِ الكلامَ ولم تُوضَع علامة مقابلة لها لتختمه، إلخ."