لا يسعنا ونحن نقرأ الحكايات الشعبية لهنود أمريكا الحمر سكانها الأصليين إلا أن نشعر بتلك الطاقة الشعرية الكبيرة الكامنة فيها. فعلى الرغم من شدة بساطة هذه الحكايات، الموضوعة أصلاً لكي تروى للأطفال قبل النوم، شأن جميع حكايات شعوب العالم المختلفة، فإنّها تحفل بالرموز والإشارات؛ إلى تفسير العالم بكلّ مظاهره المادية والطبيعية ونوازع البشر المتصارعة فيه، كما تفسّر عوالم الغيب وألغازه وخوارقه، وإقامة صلة ما معه، نجدها كلّها تتمثل أولاً وأخيراً في السرد نفسه