سأعتني بجسدي الذي عشت به سنوات عمري بكل أفراحي وأحزاني وإحباطاتي وخيباتي وانتصاراتي؛ لن أمحوها بحقنة واحدة تجعلني أتوقف عند صورة ثابتة قد تصيبني بالجنون. الجمال الثابت في نظري مهما كانت درجته قاتل، الاعتياد حتما يفقدنا الإحساس بقيمته مع مرور الوقت، لن أنصت لنداء التحول الشبابي الذي أصاب المدينة بالجنون؛ ولهث وراءه الجميع وأصبحوا وجوها ممسوخة لشخصيات مجهولة العمر. فازدحمت بهم مكاتب السجل المدني في جميع أنحاء المدينة من الرجال والنساء من الجنسين، الكل يغيّر تواريخ ميلاده في بطاقاتهم الشخصية ليتناسب مع ملامحه الافتراضية، كي يتراوح فيها عمره ما بين عشرين وأربعين عاما.