إن رواية عين الحسناء ترصد زمنين انسلخا من زمن واحد، وتغوص في أعماق الوله الإنساني الدائم بالماضي وجمالياته، وتسبح خلف سفينة الحلم
المتجهة لبر الحاضر المغاير، اتكأ كاتبها فيها على عصا التراث الإماراتي ومضى في
ساحة السرد الروائي بلغة شاعرة تحمل كل مقابلات الذات البشرية من حب وكره ووصل
وهجر وحزن وفرح وأمل وانكسار وجموح وسكينة. “حباً ستشرع شجرة” غصونها لنفد إليها
وأسراب العصافير الجائعة، تهوي من كل حدب وصوب، وقد غادرت أعشاشها، بعد شقاء
الرحلة، لم تعد تفرد أجنحتها، لم تعد تغرد في هدأة الحلم. ظل وفياً لشجرة “النبج”
لم يغادر ظلالها المحشدة، تنحسر وترتد كأنها في ترحاب، ملئوا بثمارها، تحتفي
الحياة برائحة عطرها، بلغة حارة”الحميراء” تغرد “الصفاصيف”، عيونها الصغيرة تحرس
وجوه الحارة من الاندثار، تحرس بقايا بيوت الطين وريقات الراسائل، التي أحالتها
الريح إلى الزوايا المسحورة”