غيث يذكرني بالاستجابة، وبالقرب، وباللطف، وبالحنان، وبالرعاية. غيث عرفة، دون أي سحابة عابرة بل في حر عز الظهيرة والشمس حارقة يُعلن فجأة أن الغيث قادم. عرفة، المكان القاحل ذو الشوك والـجدب لم يخضر بعد المطر، لكن أخضرّ ملايين الحجاج وتبرعموا. تصبح عوداً يابساً، وتبيت مخضرّاً ليّناً بعد أن بلّلك قطر منى، تخرج كما لم تدخل، متربياً بأخلاق الـحج، مقتبساً نوراً لا بحمله أحد في بلدك إلا من جاء معك من منى. تخرج منيراً كما لم تكن قط، نظيفاً تشعّ لـمعاناً، ومولوداً جديداً.