فى البدء كان الماء.. وكان الشجر من بين عطاءات الطبيعة بلا حصر.. تضرب الأشجار بجذورها فى التربة، تصعد نحو الشمس والهواء، تتنفس بأوراقها وتحمى نفسها بلحائها فى تألف طبيعى رائع.وفى مسيرة الإنسان.. نحو تأمين حياة أكثر تحضراً -نظر فيما حوله من عناصر الطبيعة. تعامل مع الشجرة فى محيطها الطبيعى، واستخدمها ...فى أدواته وفى عمله ومسكنه، فى البر والنهر والبحر.ويشهد تاريخ الإنسان على هذا السعى الحضارى القديم والحديث. فى الفن، وعلاقة الفنان بالخشب ينتقل هذا السعى نقلة نوعية أخرى تتجاوز الفائدة المباشرة، فيتحدث الخشب والفنان معاً، يتحدان فى منظومة نسميها [فن الحفر على الخشب] كل الخامات الطبيعية الشجرية لها بصمة سطح خاصة بالنسبة لمقطع أليافها طوليا مرة وعرضيا مرة أخرى.أيضا لكل فنان بصمته الخاصة. فن الحفر الحديث على الخشب إعلاء لشأن الخامة الطبيعية ومحاولة تطويع لها، تتجاوب مع الفنان ويتجاوب الفنان معها فى علاقة حميمة. علاقة معرفية حوارية متعددة الرؤى مفتوحة للأبد.