.. فالغالب يعرض على المغلوب رؤية ممنهجة للصراع جوهرها التماثل والصلح ولا يعني هذا أن الغالب لا يعي كنه الصراع، أو أنه تغيب عنه «ممانعة» المغلوب. ولكنه يُمنهج للمغلوب شرعية استمرارية غَلَبته. وإنكاره لا يطمس الصراع مع المغلوب بل يطمس الطبيعة العدائية لهذا الصراع ويطرح إمكانية الصلح والوفاق بوصف ذلك حلًّا للتناقض. إن «العملية » الأيديولوجية التي يمارسها الغالب ليست مطلقة؛ فهي تصطدم بحدود «ممانعة» المغلوب التي يُدخلها الغالب في حساباته ويصوغ أيديولوجيته على أساس معرفته «الضمنية» بوجودها ومجاهرته «العلنية» بتغييبها وطمسها وتشويهها.