حين أحببتها ظننت أن الله ما خلق أنثى سواها، صنع كل هذا الحب في الكون لأحمله لها فقط، وخلق هذا الكون لتزداد جمالًا به، هجرت الجميع وغادرت الكل ونسيت أن الحب في الأقربون أولى..كنت عاكفًا في محراب غيابها، أذكر ملامحها وتفاصيلها المقدسة فأزهد في انتظار سواها، كان يصعب على شخص مثلي قد تغلغله الحب وانصهر في قلبه أن ينسلخ عن أحلامه المغزولة على كتفيها، بل ويشق عليه أن يزرع حبًا جديدًا لا يحمل طقوس افتتانه بها، لكن هو الله ربي، جعلني أرى الطريق إليه بحبي لها، جعل حبها بوجعه وولعهـ بحلوه ومره ملاذًا للجوء إليه في بعدها تضرع لله لتعود، بوجعها صبرًا على البلاء وفي قربها حمدًا كثيرًا..كنت أجهل أن علاقتنا مع الله لا يمكن لأحد أن يتوسط لنا بها إليه، هي العلاقة الوحيدة المباشرة والغير مرهونة لا بواسطة ولا بحاجز، وحده الحب من علمني ذلك وحدها فاتنتي من أخبرني أن الخب طريق إلى الله.