جاءت هذه الدراسة لتتبع أيام قبيلة خولان وأخبارها واستنشاد أشعارها وتعرف عقيدتها، وجمع ما تفرق من شتات أشعارها؛ لأن دراستها تسهم في إماطة اللثام عن وجه درة من درر تراثنا العربي، فقد كانت هذه القبيلة في غابر الأزمان قبيلة كبيرة بسطت نفوذها على أصقاع ليست بالقليلة على أجزاء اليمن، ولاسيما في مرحلة ما قبل الإسلام، ومع ذلك لم يكن لقبيلة خولان حظ من الاشتهار وذيوع الصيت؛ بل أصابها في مصنفات العلماء اختصار لأنسابها، وإغفال لكثير من أخبارها . وقد قسمت هذه الدراسة إلى قسمين؛ تضمن أولهما أصل القبيلة ونسبها وأيامها وعلاقاتها وأشعارها، وموضوعات أشعارها التي اقتصرت على الحماسة والفخر وافتقرت إلى الوصف والرثاء والهجاء والحكمة والمدح؛ وكل ذلك عزي إلى ميل أهلها إلى حياة الحرب والكر والفر، كما تناولت أيضاً الخصائص الفنية بشقيها اللفظية والمعنوية . وثانيهما الديوان الذي تضمن أشعار القبيلة من الجاهلية حتى نهاية عصر بني أمية، وقُدِّم لكل شاعر بترجمة تكشف الغطاء عن نسبه وأخباره وتحديد زمنه، مع إبراز موضوعات الشعر التي طرق بابها .