نحنُ جميعا، نبدأ من «الواقعية الساذجة» أي من عقيدة أن الأشياء هي على ما تبدو عليه، فنحن نعتقد أن العشب أخضر، وأن الأحجار صلبة وأن الجليد بارد. ولكن الفيزياء تؤكد لنا أن خضرة العشب، وصلابة الحجر، وبرودة الجليد ليست الخضرة والصلابة والبرودة التي نعرفها بخبرتنا الخاصة، وإنما أشياء مختلفة تماما. المشاهد عندما يبدو له أنه يرى حجرا، هو في الحقيقة، إذا ما صدقنا الفيزياء، يلاحظ آثار الحجر على نفسه. وهكذا يبدو له أن العلم في حالة حرب مع نفسه. فعندما يريد أن يكون شديد الموضوعية يجد نفسه غارقا في الذاتية ضد رغبته .