يقدم هذا التحقيق كتاب "مجمع الأمثال" بحلّة جديدة تليق به وبمضمونه، ويعتمد على نسخ من المخطوط لم تعد إليها الطبعات السابقة من الكتاب، وهو تحقيق موسّع قراءة وشرحاً وتوثيقاً وضبطاً، فضلاً عن فهارس كثيرة تعين على قراءة الكتاب. وتنبع شهرة الكتاب وقيمته من محتواه، ومن شهرة مؤلفه، فالميداني واحد من العلماء المشاهير، وقد عُرف باتساع علمه وذكائه. وهو كتاب أخلصه مؤلفه للأمثال العربية القديمة، وجمع فيه ما وصل إليه من أمثال احتوتها كتب الأمثال التي سبقته، وأضاف إليها ما تحصّل لديه من أمثال. وعلى كثرة كتب الأمثال التي أُلّفت في العربية إلا أن كتاب الميداني يتفوق عليها لأسباب عدة؛ فهو وقف على كتب السابقين، وبعضها لم يصل إلينا، وأضاف عليها، ورتّب الأمثال ترتيباً مُيَسّراً، وشرحها وعلق عليها مشيراً إلى بعض الجوانب اللغوية والنحوية والصرفية، وفرّق في الباب الواحد بين الفصيح، وما جاء على زنة (أفعل)، والمولّد. وأضاف بابين في آخر الكتاب ذكر في أولهما أسماء أيام العرب في الجاهلية والإسلام، وعرّفها ليُعين على فهم بعض الأمثال، وذكر في الثاني بعض كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض كلام الصحابة والتابعين. 5 أجزاء