-"أنا ضميرك الذي خلعته "بقرف" وكأنك تخلع فردة حذاء قديم، كنت تنوي وقتها قتلي حين ألقيتني بعمد وحقد في سلة القمامة لتخنقني ببقاياك القذرة، لكنك كعادتك تركز على الفرعي وتنسى الأساس، نسيت وقتها الفطرة والسليقة، نسيت أنني غير قابل للموت وأن غيابي وإقصائي لا يعني بالضرورة موتي".بين الحياة الملوثة بالشرور ...والمطامع، وبين الموت النقي بالكشف والتجلي، تدور أحداث هذه الرواية، التي وقفت في منطقة "البين" منذ تنفُّس حروفها الأولى، وحتى تعلُّق روح بطلها بين السماء، حيث الملائكة وأفراح الشهداء.. وبين الأرض، حيث الطين والشجن، وذلك من خلال رحلة إلى أعلى، أبدع الكاتب في وصفها، ليمنحنا القدوة على النظر إلى أنفسنا بتجرُّد والتطهر من أدراننا، ونحن نقف بين ثورتين أضاءتا معارج الروح.