هل كان الانتقال من مفهوم الآلهة المتعددة إلى مفهوم الإله الواحد تقدّماً في مسار الحياة البشرية على الإطلاق. بقدر ما هو الانتقال من مفهوم الأرستقراطية إلى مفهوم الديمقراطية. في مفهوم الإله الواحد تسود روح الديكتاتورية، روح رفض الآخر، روح الأنانية المرضية. في مفهوم الإله الواحد نجد سلبية تامة حيال أي إله غير الإله الذي اعتمد رسمياً، ومن ثم سلبية تامة حيال أتباع اي إله غير الإله الذي اعتمد رسمياً. حين تم تحطيم كل أصنام الآلهة حول الكعبة، تحطم معها ايضاً تسامح ما اسموه بالجاهلية، انفتاحها على الجميع، حبها للجميع. وفي العجز التام الذي إحاطنا به الإله الاوحد، لا نمتلك سوى الكلام، سوى الندب، سوى المراثي...