أن ابن حاضر الغائب الحاضر- نضّر الله ثراهُ وعطّر ذكراه - كان يجمع في شعره بين أثارةٍ من صنعه، وغزارةٍ من طبع، فيبقى إلى الطّبع أقربَ، وكان يضم يسيراً من تجديدٍ إلى كثيرٍ من تقليد، ويظلُّ على عمود الشّعر أحرص. وكان يُثاقلُ بين الأصالة والحداثة، لكن قدمَهُ في الأصالة أرسخ، وجبهته إلى الإتقان أشمخ، وكان يتردّدُ بين الواقعية والإبداعية، محتكماً في هذا التّردد إلى مضمون الشّعر وشكله، ثم يغلبُ الواقع على الإبداع. وباختصارٍ أقول: في ديوانٍ تطغى الواقعيّة على شعره العمودي، والإبداعية على شعرِه الحديث