-مسيرة طويلة من السنين امتدت لتسعة عقود من العطاء المتواصل والعمل المضنى البناء، تلك التى يطل بها علينا شيخ التربويين الدكتور حامد عمار بنظرة شامخة صنعتها قصة كفاح طويلة، اختلطت فيها الدموع بالإبتسامات، والألم بالأمل، واليأس بالرجاء، ليشق طريقه بين دروب وعرة وطرق شاقة بعزيمة لا تلين و إرادة لا ...تقهر.يطوى بك - شيخنا الجليل - صفحات كتابه الشيق وكأنك تستقل قطار الذكريات السريع، تتوقف فى محطاته قليلاً، ريثما تتزود بتجارب سنوات من أجمل سنوات العمر.ذكرياته تبدو كحديقة غناء ينتقل بين أشجارها ليأتى من كل شجرة بثمرة يصوغها عصيراً للفكر.. يسكبه فوق صفحات كتابه شراباً سائغاً لذة للشاربين.فى هذا الكتاب الثانى لسيرة المؤلف الذاتية يتابع فيها ما سجله فى كتابه الأول، ويستكمل ما بعدها من سنوات حتى عام 2013، وذلك من خلال متابعة فى السنوات الأخيرة ومن منظور تأملى وتقييمى للسيرة خلال نهاية هذه السنة، بحلوها ومرها، وبخاصة فى معالجة قضايا التعليم وأجوائه فى كليات التربية وفى التعليم الجامعى بصورة عامة.إنه ابن "سلوا" بأسوان الذى شق طريقه فى الصخر، ليجد له مكاناً تحت الشمس، يحق أن تنشر سيرة حياته ورحلة كفاحه، لتكون نبراساً يضئ طريق الأجيال الجديدة.
