أرجع نجيب محفوظ مبرر عدم الدفع برواية "ما وراء العشق" إلى شعوره (بعدم رضا نهائى) عنها، وكانت تلك هى المرة الوحيدة التى (اضطر) فيها إلى (إلغاء) عمل كتبه.وقد كان حاسماً واضحاً فى احتجازها إلى السنة القادمة (1981) كى يعيد النظر فيها... كيف قام نجيب محفوظ بإعادة النظر فى رواية "ما ...وراء العشق" وكيف كان الناتج الجديد؟ وما هو عنوانه؟!لم يكن هناك مفر من تتبع الآثار التى أشار إليها نجيب محفوظ حتى نتوصل إلى الإجابة المنشودة.. كان نجيب محفوظ قد نشر فعلا رواية "أفراح القبة" فى عام 1981م ورواية "ليالى ألف ليلة" فى عام 1982.ولان نجيب محفوظ يحترم (تنظيم الوقت) ويلتزم به، وحين أعلن أنه احتجز رواية "ما وراء العشق" إلى السنة التالية (1981) كى يعيد النظر فيها، فلابد أنه فعل، ومن ثم يصبح من الضرورى الرجوع إلى أعماله التى نشرها فى ذات عام 1982 عن "مكتبة مصر"، هو مجموعة قصصية بعنوان "رأيت فيما يرى النائم" وحين قرأت أول قصة فيها -وكانت بعنوان "أهل الهوى"- وجدت فيها ضالتى المنشودة، ولعل الأصداء التى شعرت بها عند قراءتى لرواية "ما وراء العشق" كان مبعثها قراءتى السابقة لهذه القصة فقد كانت قصة "أهل الهوى" معالجة فنية جديدة لرؤية "ما وراء العشق"، أو ثمرة طازجة عذبة لعملية إبداعية جديدة، بعد أن أعاد نجيب محفوظ النظر فيها.عندئذ انفتح أمامى باب (سحرى)، فرأيت (تجربة إبداعية فريدة)، وجه التفرد فيها، أنها لم تبدأ من تصور مبدئى أو تخيل غير محسوس، بل بدأت من ناتج مادى ملموس، هو رواية "ما وراء العشق"، وانتهت إلى مولود متميز هو قصة "أهل الهوى"واحتشدت
