يتقدم الأدب النسوي في القصيدة النبطية تقدماً رائعاً، من حيث الفطنة إلى الفكرة الجديدة، والاشتغال الفني المدهش على هذه الأفكار في معمل ذهني للشاعرات الخليجيات، دون أن يفقد الوجدان بالطبع رونقه في هذا الاشتغال. ولذلك، فإن ديوان «نخبة النون» الذي أصدرته دائرة الثقافة بالشارقة لثلاثين شاعرة من جمع وإعداد الشاعرة «فتاة تهامة» وتدقيق ومراجعة الشاعرة بروق بدوية، هو ديوان يصلح لأن نقرأ إبداعات هذه العينة المختارة معتمدين على صور الشاعرات العذبة والمتنافذة على عوالم جديدة تدل على الموضوع الذي يلوح لهن والمفارقات المعتمدة والتجديد الإبداعي الذي يؤكد أن الشعر هنا هو لصالح فنيات القصيدة أكثر من الكلام، فحتى المدارس القديمة في الشعر لدى هؤلاء الشاعرات طرأ عليه تجديد من الداخل، حتى مع الحفاظ على اللهجة الأصيلة والمفردة القديمة والبحر الشعري، وهذا ما نرجوه للشعر من تقدم فنى في الموضوع وثراء الصورة، وما من شك في أن الفترة الزمنية تلعب دورها في تطوّر هذا النوع من الشعر.