متعبة وكل ما بداخلي ممزقٌ ولين مثل عجينة أمي التي تكورها؛ لتصنع لنا في الأعياد وطنًا يشبه وطننا الذي تركناه خلفنا وحيدا بملامح
هشمها البارود وأحرقها، لكن وعلى غير قصد من عينيها اللتين اغرورقتا بالبكاء كما
أفعل الآن.. احترق كعك العيد وتفحمت معه الأغاني والاحتفاءات والصيحات، وياءات
النداء، وقلب أمي الذي تحول إلى منفضة للرماد. أكاتبك يا صديقي، وعيناي تتقاطر
دمعا، وقلبي يتقاطر حنينا، وأصابعي تتقاطر منها روح تبعثرت على صدر رسالتي التي
سأبعثها إليك؛ لتعيدها إلي مرة أخرى على هيئة إنسان. وتأكد بأن هذا التقاطر مرّ
مروراً كريماً على مشارف قريتي ونواحيها، ودكاكينها