“أيضيع هذا كلُّه ويهون على الله، ثم يبعثُ رجلًا من قريش لم يخرج في سبيله ساعة من نهار؟! أيخذلني ربي وقد نصرتُه؟ يحابي عليَّ محمدًا وقد كنتُ أكلمُ سادات قيسٍ في حقِّه وشرعته لا أخاف فيه لومة لائم ولا غدرة غاشم، ومحمدٌ يرعى الغنم في ظاهر مكة! أيسعى الرجلُ إلى ربه فيجافيه؟!”صراعٌ نفسيٌّ عميق توسَّطَ رحلةً لأشهر أحناف العرب قبل الإسلام، وأكثرهم علمًا وكرهًا للأصنام وعادات الجاهلية، يطلعنا عليه بنفسه في هذه السطور التي أملاها قبل موته، والتي تكشفُ لنا واقعًا مغايرًا عن الحياة الدينية والمعرفية في جزيرة العرب، بل تكشف لنا حكايةَ نبيٍّ انخرمت نبوُّتُه بعد أن صدّقه الناس في الطائف، فتُرِك في تيهٍ لا ينتهي، بين التخلي عن نبوته أو مواجهة النبي الجديد. وبين هذه وتلك معناة طويلة وأحداث فريدة.هذه حكاية أمية بن أبي الصلت كما أراد أن تُروى