مريم فتاة عربية في مقتبل العمر ، طموحة وناجحة لديها الكثير من الأحلام والرغبات وأيضا الكثير من الحب والعاطفة وتلك الذكريات التي
تغفو على وسادتها كل ليلة مجتمعة في أوراق وكلمات في دفتر مذكراتها ، فتعود بها
إلى الماضي حيث كلَ ما حدث مع ( سيف ) " نصف البرجر " رواية تسرد قصة
فتاة عراقية مغتربة تعيش بين الإمارات وبريطانيا في العاصمة لندن . تحب مريم رجل
متزوج ثم تفترق عنه وتمر خلال فترة النسيان والشفاء بعدة شخصيات من بلدان مختلفة
وثقافات متعددة يروون لها قصصهم وتجاربهم ، فتغزل الرواية خيوطها من تلك القصص ،
المرتبطة بأبعاد ثقافية ومجتمعية ومظاهر اجتماعية ، لتحكي لنا عن كل العلاقات
التي تبدأ وتنتهي بالحب ولكن ماهي الأسباب التي تجعلنا نحب ؟ ، ونصمد بعد الحب
ونصبح ما نحن عليه ؟! تركز الرواية أيضا ً على كينونة المرأة ، وعقلية الرجل ،
وطريقة الحب لدى كلاهما والتعامل مع الظروف المحيطة استنادا ّ لعقلية شرقية
وثقافة المنطق والمجتمع والصح والخطأ. تُطرح الرواية في أزمنة مختلفة تذهب إلى
الماضي تارة ثم تعود إلى الحاضر، ويتم ذلك من خلال دفتر المذكرات الخاص بمريم .
تتحدث مريم عن الإمارات بلدها الذي تربت ونشأت فيه والذي تحبه وتنتمي إليه لأنها
لم تعرف غيره ، وتحن إلى العراق وطنها الأم الذي فارقته في عمر لم يكن لها حق
الاختيار فيه ، فرحلت عنه مبكرا ً وتركت فيه جزءا ً منها ، وتعيش حالة حب مع
بريطانيا، البلد الذي لطالما أحبته وحلمت أن تكمل فيه دراساتها العليا ، فكان
لها وطن الحلم والألم معا ً فكيف "ستمتزج" مريم و "تمزج "
ثلاثة ثقافات وثلاثة أوطان في شخصية واحدة ! إنه الحب الذي نبحث عنه كيف ما كنا
وأين ما كنا . الجراح التي نريد أن ندوايها سواء لا زالت تنزف أو أنها مجرد ندبة
يزعجنا منظرها . إنه الأمل والطموح والرغبة في المضي دائما ً وأبدا ً رغم أنف
العشق والتخبطات والخسائر التي تثقلنا وتنهكنا . كتاب يتكلم عن مريم بإسم كل
النساء ، ويتكلم عن سيف بإسم كل الرجال ، والكثير من الأسماء والأوطان هنا التي
تمثل عالمنا المصغر وقلوبنا الكبيرة التي يسكنها الحب ويحيطها الحرب . شخصيات
الرواية مختلفة، حيث البطلة مريم ، سيف ( رجل شرقي يعيش في بريطانيا ) . شخصيات
مختلفة تلتقي بهم مريم مثل ( نجلاء ، سعودية الجنسية – رحمة ، عراقية – فاطمة
مغربية ) تجمعهم الثقافة والأصول العربية والتجارب التي تتمحور عن الحب والصمود أمام
الألم وسط الظروف . الكتاب رحلة تأخذ الشخص منذ بداية الطريق ، حيث الفراق
والألم والضعف ، ثم تنتقل معه شيئا ً فشيئاً لتهمس له ، أن الألم حق ولكن الحياة
واجب أيضا ً ، الأحلام والطموحات والنجاح هو الذي سيبقى والألم سيزول حتما ً .
رسالة هذه الرواية موجهة لكل فتاة وفتى ، أحبوا ثم دخلوا معمعة الحياة وكان
التحدي والصمود واجبا ً عليهم ، فتخبرهم هذه الرواية كيف أن يحبوا الحياة رغم
الألم ، رغم الذكريات ، رغم ظروف الزمان والمكان . لأن قوتنا الداخلية وإيماننا
بالإنتصار هو السلاح الذي لن ينفذ يوما ً ولن يبلى .