لا أدري مصدر تلك العلاقة التي تنامت بيني وبين البلد الأمريكي منذ الزيارة الأولى، وقد يكون للمفاجآت التي تتالت بسرعة الدور الرئيس في ذلك،فالصور في الذاكرة لا تشابه الحقيقة، والحياة بأكثر جوانبها لا تمت إلى الحلم المنشود، أذكر تلك الأشهر القليلة بأدق تفاصيلها، وأتلمس الخيبة التي عشت بها، خاصة وإن أكثر العرب الذين ينتمون إلى ذلك البلد، أخذتهم الحياة الجديدة وبرمجتهم في أكثر الأمور المعيشية. تلك الأيام نمت في أعماقي مشاعر مختلفة، وشعور مشطور بين التعاطف مع المجتمع أو النقمة على السلطة، وتحول المكان الذي ضم شرائح عدة من العرب المتأمركين إلى بطل هو القتيل والقاتل في آن
