هل يمكن للإنسان أن يعيش بلا ذاكرة؟ تحت سلطة وباء جماعي يذكّر بأجواء البرتغالي ساراماغو في رائعته"العمى"، تتعطل ذاكرة الناس ومنهم أبطال هذه الرواية التي يدشنها أحمد الدوسري بعبارة مفتاحية: "تحذير...الوياء بُركة...جميعنا الآن لا منتمون".يتقاطع فقدان الذاكرة مع محاولة الايديولوجيا في البلدان العربية صياغة سياسة بلا ماضٍ، وتأسيس حاضر على هويات هلامية:من قلب"الاسم العربي الجريح"بتعبير المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي، تطرح الرواية أسئلتها الصعبة في الوجود والسياسة والفن بأسلوب لا يخلو من الفنتازيا: "الذكريات جنودٌ مجندة، وهو من سلاح المشاة، في مدينة لا يعرفها، أو لا تعترف به...تساءل مثل عصفور سقط من شجرة:لماذا لا تناديه المدينة إن لم تكن قد فقدَت ذاكرتها هي الأخرى؟".