يستهدف هذا الكتاب التعريف بالعالم الرياضي وليام ثورستون، والذي يدين له علم الرياضيات بالشيء الكثير، وخاصةً في مجالين هما الهندسة والطوبولوجيا، ممّا جعله ينال عن جدارةٍ واستحقاق ٍجائزة فايدلس عن مجمل أعماله، خاصة وأنه جعل هذين الحقلين المعرفيّين يفضيان إليه بكل أسرارهما، حسب تعبير أحد الباحثين. ونكتشف مع توالي فصول الكتاب أن الرياضيات بالنسبة إليه ليست علماً مجرداً متعالياً يمارسه أناس من علٍ يمسكون بمفاتيح المعادلات المستغلقة والحسابات المستعصية غير ذات الصلة بالواقع، بل إن أهمَّ سؤالٍ لدى ثورستون هو كيفيّة الارتقاء بالإنسانية . هذا الكتاب كتبه باحثون عملوا جاهدين على تفادي اختزال ثورستون في آلة رياضية صماء. هي إذن رحلة لاكتشاف شخصية وليام ثورستون والتعرّف على منجزاته وإسهاماته، موزّعة على عشرة مراحل، تسلّط الضوء على جوانب متنوعة من أعماله، وتحديداً بعض المواضيع الرياضية المفضلة لديه. وطوال هذه الرحلات نكتشف أن ثورستون لم يكتف باكتشاف عوالم تجريدية بل عمل أيضاً باقتدار على إضاءة بعض الجوانب من الرياضيات الكلاسيكية من منظور مبتَكَر .