مضَتْ ألفٌ مِن السنينَ على تأليفِه، واستغرقَتْ رِحلةُ التحقيقِ فيه ما يزيدُ على الأربعينَ سنةً، منذُ أن حَصَلَ محقِّقُه على مخطوطتِه الأُولى -مدوِّنًا يومَ ذاكَ في كُرَّاسِه كلَّ ما يلزمُ لِلتثبُّتِ والتحقُّق-، وكعادةِ أهلِ التحقيقِ تَابَعَ عملَه ملتزمًا التحرِّيَ إلى أن وفَّقَهُ المولى سبحانه إلى نسختهِ الثانيةِ لتكونَ نُورًا على نورٍ، ويَزدادَ يَقينُه كوضوحِ الشمسِ أنَّ هذا المخطوطَ إنَّما هو الجامعُ لابنِ فارسٍ الخيَّاطِ ، فسعى سَعيَه الحثيثَ لإخراجِ هذا الجامعِ إلى عالَمِ الكُتبِ المُحقَّقةِ المطبوعةِ مُراعيًا الآتي: القسمُ الأوَّل: الدِّراسة: وقدِ اشتملَتْ على بابَين؛ الأولُ: دِراسةُ حياةِ المُصنِّفِ. الثاني: دِراسةُ الكتابِ الجامع. القسمُ الثاني: النَّصُّ المُحقَّقُ، وقدِ اشتملَ على أسانيدِ القرَّاءِ العشرةِ ابتداءً بأسانيدِ الإمامِ ابنِ كثيرٍ مرورًا بتتمَّةِ القرَّاءِ العشرةِ انتهاءً بأسانيدِ الإمامِ الأعمشِ ، ثمَّ مرورًا بأصولِهم، ثمَّ بابِ فَرْشِ حروفِ القرآنِ بَدءًا بفاتحة الكتابِ وخِتامًا بسورةِ الناسِ.