يُمَثِّلُ هذا الكتابُ لَونًا من ألوانِ التأليفِ عند أهلِ المَشرقِ في علمِ رسمِ المُصحفِ، ومَصدرًا مُهِمًّا من مَصادرِ الرسْمِ، وقد تَصَدَّى المحققُ لإخراجه على ثلاثَ عشْرَةَ نُسخةً ، فَجَمَعَ مَخطوطاتِهِ، واعتنَى بتحقيقِ نَصِّهِ تحقيقًا علميًّا، والتعريفِ بِمُؤَلِّفِهِ ، حيثُ عرَّفَ بعالِمٍ من علماءِ الدولةِ العثمانيةِ، له منزلةٌ كبيرةٌ في علمَيِ القراءاتِ والرسمِ ، وجَمَعَ المُؤَلِّفُ في دراسةِ ظواهِرِ رسمِ المصحَفِ بينَ مَنْهَجَيْنِ، الأَوَّلُ: ذِكْرُ الأُصُولِ والقواعدِ الكُلِّيَّةِ في أَبوابٍ مستقلَّةٍ، والثاني: ذِكْرُ فَرْشِ الرُّسومِ بِحَسَبِ ترتيبِ السُّوَرِ في المصحفِ ، كما جَمَعَ فيه خُلَاصَةَ رِواياتِ كُتُبِ الرَّسْمِ، وبِخَاصَّةٍ المَشْرِقِيَّةَ منها التي لم تُذكَرْ في كُتُبِ الرَّسْمِ المَشهورةِ ، حيثُ اعتنَى بتعليلِ كثيرٍ مِنَ الرسومِ، مُسْتَنِداً في ذلك إلى أُسُسٍ لُغَوِيَّةٍ.