منْ نَظْمِ الإمامِ المقرئِ شهابِ الدينِ أحمدَ الطِّيبِيِّ - رحمهُ الله - ، قُدِّمَتْ لأهلِ القرآنِ محقَّقةً مُصحَّحةً وَفْقَ قواعدِ إخراجِ النُّصوصِ التي ارتضاها أئمَّتُنا ، وقدْ رجعَ المحقِّقُ في تصحيحِ النَّصِّ إلى عِدَّةِ نُسَخٍ خطِّيةٍ له ، بالإضافةِ إلى عددٍ منْ شُروحِ المنظومةِ المطبوعةِ والمخطوطةِ ، تميَّزتْ هذهِ المنظومةُ بأنَّها كالمُتمِّمةِ للمنظومةِ الجَزريةِ ، إذْ تطرَّقَ ناظمُها إلى أبحاثٍ تجويديةٍ لا يستغني عنها القارئُ الحاذقُ ولم يتعرَّضْ لها الإمامُ ابنُ الجَزريِّ في منظومتِه المُقدِّمة ، وذلكَ كعددِ الحروفِ الهِجائيةِ ، وحقيقةِ الألِفِ ، وإتمامِ الحرَكاتِ ، والفرْقِ بينَ الحرفِ واسمهِ ، والحروفِ الفرعيةِ وغيرِها ، كما أنَّها تميَّزتْ بسهولةِ ألفاظِها ، ووضوحِ معانيها ، فهي بحقٍّ من السهلِ المُمتَنِعِ ، حتى إنَّ العديدَ من المؤلِّفينَ في التجويدِ بعدَ الإمامِ الطِّيبيِّ نقَلَ منْها ، ولكنْ لا يجدُها طالبُها محقَّقةً كاملة.