في هذا الكتاب يقدم الكاتب لطفي فؤاد نعمان قراءته للمشهد السياسي اليمني المعاصر ويقف على أبرز التحديات التي حالت دون إيجاد حلّ للأزمة بين أطراف الصراع ويغطي أهم القضايا المستجدة ودور التدخلات الخارجية ويطرح العديد من الأسئلة الشائكة بصورة حرة ومستقلة عن أي طرف. يختار الكاتب عنواناً لكتابه «اليمننة» ويدرسها كظاهرة عربية جديدة بين الداخل والخارج وخطاب يخلق في الوقت نفسه حقيقته ويفرض وقائعيته أو سلطته على المشهد العام. لذلك يقدم الكاتب خلاصة تجربته ورؤيته كصحافيّ وباحثٌ معنيٌ بتتبع قضايا بلده الأم وما حلّ به من بلاءٍ. ولأن خير من يعبر عن كتابه المؤلف قدم الكاتب لطفي فؤاد نعمان لكتابه بمقدمة يقول فيها: "تختمر الظواهر المؤسفة والمفرحة بعدما تَغِبُ زمناً. وقد ظهرت "اليمننة" واختمرت، بتوالي ما غبّ من أحداث اليمن: حوادث إرهابية إلى مؤتمرات دولية فنزاعات سياسية ثم مواجهات مسلحة واحتجاجات – بدت – شعبية غير مسيسة، حتى ساسها الساسة ووجهوا نهايتها بما يتناسب وتقديرات واحتياجات أقلية محددة من المؤثرين تناست غالبيةٌ عظمى من المتأثرين، فاستدعت العصف بحياتهم وأثرت فيها كبير الأثر اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً. ودون ميلٍ إلى اعتبار الخارج متآمراً "وحيداً" على الداخل اليمني الفريد في التآمر على نفسه، التكالب على سلطته، التحامل على فئاته، التباعد بين أطرافه والتقلب في علاقاته. يتسنى الإقرار بأن الحالة اليمنية المختلة داخلياً محركٌ وباعثٌ أصيل لكل العواصف – بما تحتوي من مخاوف ومواقف – المكملة للظاهرة العربية الجديدة: اليمننة، المرتبطة بما غمر المنطقة من ظواهر خناقة تحت مسمى "الفوضى الخلاقة"، (...)". يضم الكتاب مقالات وتحليلات سياسية للكاتب مواكبة للأزمة اليمنية. قدم لها الأستاذ فؤاد مطر بمقدمة جاءت تحت عنوان: "الـ «اليمننة» والـ «اليمننة» الرهينة"، كما قدم للكتاب الأستاذ زيد بن علي الوزير بمقدمة ثانية تحت عنوان: «تقديم وتقويم». وقد قدم الكاتبان قراءتهما النقدية للمشكلة اليمنية وللكتاب في سبيل إرساء تقاليد نقدية وإبداعية مغايرة لما هو مألوف في الحقل الكتابي السياسي العربي.
