يعدّ هذا الكتاب، بما يحمل بين طيّاته، أوّل دراسةٍ تُعنى بالمكتبات في العالم القديم، وقد امتازت -فضلاً عن منهجها القويم- بطابعها الشّموليّ، وبرؤيتها المتكاملة. ويسلّط هذا العمل الفريد الضَّوءَ على المكتبات منذ ظهورها الأوّل في الشّرق الأدنى القديم؛ خلال الحقبة الممتدّة بين الألفيّة الثّالثة قبل الميلاد وبدايات العصر البيزنطيّ في القرنين الرابع والخامس. إنّ أموراً كثيرةً تظلُّ غامضةً، من قبيل ما تتوافر عليه تلك المكتبات القديمة من محتوياتٍ، ومن تستهدفهم من قرّاءٍ؛ إضافةً إلى الطّريقة التي يتمّ بها اقتناء الكتب وجلبها، وما يتعلّق بعمليّة الفهرسة والتّرفيف، وما إلى ذلك من الأشياء. ويُفضي الأمر -متى تقصّيناه من جوانبه المتعدّدة- إلى عدم الاطمئنان إلى ما تمّ تحصيله من نتائج، بما يوجب المزيد من الانكباب على دراسته بجدّيّة أكبرَ. ويعتبر الكتاب مصدرًا مهمًا لفهم تطور المكتبات عبر العصور، ويوفر فرصة للقرّاء المهتمين بتاريخ الحضارات استكشاف جوانب مختلفة من هذه الرحلة الثقافية.