كرائد مبتدئ، لم أكن أملك أية فكرة عما يبدو عليه أمر أن أكون على الجانب الآخر من نفسي. منذ
عدة سنوات، شجعني صديقاي، "مايكل وليلي نيومان"، على أن أدرس اختبار
مايرز - بريجز لتحليل الشخصية، واختبار اتجاه العلاقة الأساسية بين الأفراد -
السلوك (Firo-B)، الأمر الذي جعلني أبدأ رحلتي نحو اكتشاف ذاتي وإحداث تغيير
جذري في حياتي. ولكن، عندما أدركت أنه يمكنني أن أساعد الآخرين على التحسن
أيضًا، واجهت عقبتين.
الأولى، ما أدرسه للناس كان من شأنه إحداث تغيير جذري في حياة كل من يدرسونه،
ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق هذا التغيير بأنفسهم؛ بل كانوا بحاجة دومًا إلى
"مرشد" مثلي لمساعدتهم على فهم واقعهم. ورغم أن هذا الأمر كان سيعود
عليَّ بمنافع مادية وشخصية عدة، فكثيرًا ما تساءلت عما إذا كان من الممكن الخروج
بأفكار متعمقة من ١٦ كتابًا مختلفة عن الشخصية وإعادة جمعها بطريقة لا تؤثر على
قوتها ولكنها تبسطها من أجل القارئ العادي، تبسطها بدرجة تجعلها قابلة للتطوير.
وكان هذا الكتاب هو نتاج تلك العملية: الرغبة في تحويل الأمور المعقدة إلى بسيطة
حتى يتمكن الناس من معرفة أنفسهم بالقدر الذي يكفي لأن يقودوا أنفسهم.