وقعت الحركة الشيوعية المصرية منذ نشأتها عام ١٩٢١ داخل كماشة الفاشية بين فريقي القمع السلطوي الرسمي والتطرف الديني المجتمعي، اللذان
يسعيان معاً إلى سحق الشيوعيين وإبادتهم بينما يسعى كل فريق منهما منفرداً
لاحتوائهم بهدف استخدامهم كمخلب قط في منازعاته على السلطة ضد الفريق الآخر، ولم
تكن الفاشية هي هَمّ الحركة الشيوعية الوحيد بل شاركتها هموم موضوعية وذاتية
أخرى كان من بينها الهيمنة غير المستحقة التي فرضها عليها الشيوعيون اليهود بشتى
وسائلهم الاحتيالية، مثل نجاحهم في استغلال احتكارهم المعرفي لأصول النصوص النظرية
الماركسية المنشورة آنذاك حصرياً بلغات أجنبية لم يكن يجيدها غيرهم سواء لكونهم
ذوي أصول أجنبية أو لكونهم ذوي تعليم أجنبي