كنت جالسًا في كافتيريا المطار في انتظار قهوتي؛ حيث أخبروني بأنهم سينادون اسمي عندما تكون جاهزة. فظللت أتفقد هاتفي الجوال؛ لا لسبب معين، وإنما لمجرد أنني اعتدت ذلك؛ فهذا دأبنا جميعًا - التحديق وحسب إلى شاشات هواتفنا. فتارة أطالع موقع فيسبوك، وأتفقد البريد الإلكتروني تارة أخرى، أو موقع تويتر، ولا أفعل شيئًا سوى النقر بإصبعي، إلى أن نادى أحدهم اسمي، قائلًا: "سايمون؟". أخذت القهوة قائلًا له: "شكرًا لك". كنت قد طلبت قهوة بالحليب قليل الدسم تجنبًا للمزيد من السعرات الحرارية، رغم أن تحليتها بقطعتين من السكر "سيضيف المزيد من هذه السعرات". كما لا أعلم لماذا طلبت قهوة بالحليب أصلًا، على الرغم من أن الحليب يجعل بطني يمتلئ بالغازات. فلو كنت قد طلبتها خالية من السكر، لكانت أفضل، على الرغم من سوء مذاق ذلك النوع من القهوة. في الحقيقة كنت مضغوطًا، والأفكار العشوائية تعبث برأسي، وقد كنت غاضبًا ومتوترًا جدًّا في الآونة الأخيرة. أعتقد أنني قضيت وقتًا مشحونًا على المستويين المهني والشخصي، كما طُلب مني السفر من ملبورن، محل إقامتي، كي أجري عرضًا تقديميًّا في مؤتمر البرمجيات المُقام في برشلونة، ورغم سعادتي بهذه التجربة، فإنني كنت أرى أن إجراء عرض تقديمي لا يستحق السفر هذه المسافة الطويلة، فهو أمر يمكن القيام به من خلال جهاز الكمبيوتر الخاص بي، ولكنه مؤتمر شركتنا الدولي الذي كنت سأعرض فيه نتائج الفريق الأسترالي، وعلى أية حال إنها رحلة إلى برشلونة!