كثيرًا ما سأل بيتر إف. دراكر الأشخاص الذين عمل معهم سؤالًا بسيطًا: "كيف تريدون أن
يتذكركم الناس؟". وفي معهد فرانسيس هيسلبين للقيادة، وافقنا بالإجماع على
مدى أهمية أن نلعب دورا في إلهام الجيل التالي من القادة. وفي عام ٢٠٠٩، اشترك
معهد هيسلبين مع جامعة بيتسبرج في إطلاق مشروع أكاديمية هيسلبين العالمية
للقيادة الطلابية والمشاركة المدنية، الذي استقطب ٣٠٠ طالب موهوب من جميع
القارات وعرض عليهم أعمال بيتر دراكر وفرانسيس هيسلبين.
إن الجيل الأصغر سنًّا في يومنا هذا - المعروف بجيل الألفية أو الجيل واي،
المولود في الفترة ما بين عامي ١٩٨٠ و ٢٠٠٠ - ليس هو الجيل الأكبر بعد، ولكنه
أكثر الأجيال تعلمًا وتنوعًا؛ فقد ضخم حجم التكنولوجيا وسهولة السفر حول العالم
من أحلامهم بالعديد من الطرق. وجعلتهم حركة شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام
الرقمي، بدءًا من القنوات المشفرة التقليدية ووصولًا إلى مواقع الفيس بوك
وتويتر، متواصلين مع بقية العالم بحيث يمكنهم ارتداء الماركات العالمية وكذلك
التفاعل مع القضايا حول العالم بطرق استباقية جديدة. كما طوروا شبكات أصدقاء لم
تتضمن الجيران أو رفقاءهم في صفوف الرياضة فقط بل تضمنت أصدقاء من أماكن نائية
من العالم. ربما لم يلتقوا بهؤلاء الأصدقاء من قبل وجهًا لوجه، ولكن التواصل
فيما بينهم كان له تأثير كبير على حيواتهم، كما نمى لديهم شعورًا بالتعاطف
العالمي، ولهذا أنا غالبًا ما أشير إلى جيل الألفية بأنه الجيل العالمي الأول.