عد الكتاب نتاج عام ونصف العام من العصف الذهني في أحوال عالمنا المعاصر؛ فى وقت تكاد تتوازى مسيرة التقدم البشرى مع صيرورة نزع السحر عن العالم، غير أن صيرورة العقلنة هذه لم تتوقف عند سحر الخرافة بل امتدت لتنزع سحر الغيب من الدين برؤيته الروحية للوجود، وسحر الميتافيزيقيا بتصوراتها المثالية للعالم. تدريجيا، وبقوة الثورات الصناعية والتكنولوجية نما مجتمع شبكي معقد قوامه "الاستهلاك" و"الفرجة"، حيث لا قيمة إلا للثروة والسلطة، ولا وجود للتشارك العاطفي والتضامن الوجداني، فبات العالم مسطحا، يفتقد إلى ما يروى ظمأ الإنسان للمعنى ويحفزه على مشاركة الآخرين في مجتمع دافئ رحيم