في كتاب «شاعرةٌ في الأندلس» لـِناتالي حنظل، نحن أمام مزيج بنكهات متعددة، فهو كتابٌ
شعريّ لكنه يجدِلُ معه ضمن صفحاته خيوطَ مذكراتٍ عاشتها الشاعرة الأمريكية من
أصول فلسطينية هناك في مدن الأندلس حيث قامت بمغامرة سفَرٍ معكوس أو رحلةٍ تجمعُ
بين السير الواقعي وسير الحكايا الشائقة، وهي تتّبع خطاً موازية للشاعر الإسباني
غارسيا لوركا الذي سافر من إسبانيا وعاش في مدينة «مانهاتن» (مكان إقامتها هي
نفسها) من دون أن تنسى جذورها المتوسطية أو العربية الفلسطينية.
تقول في استهلالها: «لطالما كانت الأندلس تمثّل المكان الذي تتقاطع فيه
وتتنافس قوىً دينية وإثنية وعرقية تشكّل مرآةً للماضي المخيف والجميل معاً
(وكتابي هذا) يعدُّ تأمّلاً في الماضي والحاضر، إنه يتناول شعرياً تلك المنطقة
التي تبدو كأنها تحمل نبض كوكبنا وتحتشد فيها معظم حكاياتنا».