يعد الكاتب الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز (الذي ولد سنة 1928 ونال جائزة نوبل للآداب سنة 1982) في طليعة الكتاب الروائيين الذين مارسوا تأثيرا قويا في الرواية العربية إبان العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين،وذلك لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها بحث الكتّاب العرب عن أساليب تجريبية جديدة تخرج الرواية العربية من قوقعة الرومانسية الذاتية والواقعية الموضوعية التسجيلية، وائتلاف الجماليات والخامات الروائية لدى ماركيز مع جماليات وخامات التراث السردي العربي القديم، فضلا عن رواج أعمال كتاب الواقعية السحرية في أوروبا وانتشارها بشكل لم يسبق له مثيل، وكأن الأوروبيين يريدون أن يتحرروا من قيود المنطق ويفلتوا من أسر الواقع المعيش ويرتادوا آفاقا عجائبية سحرية ميتافيزيقية تعيدهم إلى ينابيع الأسطورة وطفولة العقل البشري.